وسائل إعلام عبرية: إسرائيل خططت لاستهداف قادة الفصائل فى تركيا وتراجعت واستبعدت تماماً مصر ونفذت فى قطر

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


أعاد الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة تسليط الضوء على التوازنات الإقليمية الدقيقة في المنطقة، وكشف لأول مرة عن فشل استراتيجي لإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر، فقد كانت إسرائيل تراقب تحركات قادة حركة حماس في عدة دول، بينها تركيا وقطر، قبل أن تصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، لكنها واجهت سلسلة معقدة من العقبات السياسية والاستخباراتية التي حالت دون تنفيذ أي عمليات استهداف في القاهرة.

حيث كشفت مصادر إعلامية عبرية أن القيادة الإسرائيلية رصدت قادة حماس في تركيا أكثر من مرة، لكنها عدّلت عن تنفيذ أي عمليات لأسباب عدة، أبرزها قوة تركيا العسكرية وعضويتها في حلف الناتو، ما يجعل أي هجوم محفوفًا بمخاطر كبيرة. في مرحلة لاحقة، رصدت إسرائيل قادة حماس في الدوحة، ونفذت غارة استهدفت المكان الذي كانوا متواجدين فيه، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها، ما يعكس صعوبة استهداف قيادات الحركة في دول تتمتع بقدرات دفاعية قوية وعلاقات دبلوماسية معقدة.

وأكد الإعلام العبري أن إسرائيل استبعدت تنفيذ أي استهداف لقادة حماس المتواجدين في القاهرة ضمن مشاورات وقف إطلاق النار، رغم استقبال وفد رفيع المستوى من الحركة قبل أيام. وأرجع الإعلام ذلك إلى عدة عوامل رئيسية، منها توتر العلاقات مع القاهرة، حيث أي هجوم داخل الأراضي المصرية سيؤدي إلى رد فعل سريع وعنيف، إضافة إلى القوة العسكرية المصرية التي تمتلك قوات ضخمة على الحدود المشتركة مع قطاع غزة.

كما كان للضغط الأمريكي دور حاسم، إذ أبلغت واشنطن تل أبيب بضرورة توخي العقل والمنطق في التعامل مع مصر، مؤكدة أن أي خروج عن الاتفاق أو التصرف الأحادي ضد القاهرة لن يتم التسامح معه مطلقًا.

كما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول الضربة الإسرائيلية، مؤكدة أن التحذيرات الاستخباراتية المصرية والتركية مكّنت المسؤولين المستهدفين من النجاة، فقد تلقت قيادات حماس في قطر قبل أيام من العملية تحذيرات مباشرة بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية حول اجتماعاتهم، الأمر الذي دفع الحركة إلى رفع مستوى الحراسة واتخاذ تدابير وقائية، كما راقب جهاز الاستخبارات التركي (MIT) تحركات الطائرات الإسرائيلية وأبلغ حماس بمؤشرات على نية تنفيذ الهجوم.

الضربة الجوية الإسرائيلية نُفذت في 9 سبتمبر على مقر يُستخدم من قبل مفاوضي الحركة في الدوحة، ورغم نجاة القادة المستهدفين، قُتل خمسة مسؤولين من المستويات الأدنى، بينهم ابن خالد الحيّة، أحد أبرز مفاوضي حماس، إلى جانب عدد من الحراس وضابط أمني قطري، وبحسب مصادر أمريكية، أُخطرت القوات الأمريكية في قطر بوجود نشاط جوي إسرائيلي قبيل الضربة، لكن التحذير وصل متأخرًا ولم يكن هناك وقت كافٍ لمنعها.

وأوضحت وول ستريت جورنال أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطى الضوء الأخضر النهائي للعملية بعد نقاشات مطوّلة داخل الحكومة حول التوقيت والتداعيات، وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتز قد لوّح سابقًا باستهداف قيادات حماس في الخارج إذا لم توقف الحركة أنشطتها العسكرية.

وتصف الصحيفة الضربة بأنها “إخفاق استخباراتي إسرائيلي”، حيث نجحت تل أبيب سابقًا في اغتيال قادة في بيروت وحتى داخل إيران، لكن في الدوحة اصطدمت بتحرك مصري–تركي أربك خططها، ويشير التقرير إلى أن هذا الفشل يشكّل رسالة سياسية واضحة: شبكة الأمن الإقليمي لم تعد حكرًا على إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، وأن القاهرة ما زالت قادرة على قلب المعادلات.

وقد أثار الهجوم استنكارًا واسعًا من قطر التي رأت فيه انتهاكًا مباشرًا لسيادتها، فيما اعتبرته مصادر عربية “صفعة سياسية وأمنية” لنتنياهو، وزاد من المخاوف من أن يؤدي هذا الفشل إلى تصعيد جديد في المنطقة، خصوصًا مع الدعوات لعقد قمة عربية إسلامية في الدوحة خلال الأيام المقبلة.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً