كشف الحاج عبد الكريم، والذي كان يعمل سائقا، عن تعرضه لخطأ طبي جسيم خلال خضوعه لعملية إزالة مياه بيضاء بأحد المستشفيات، ما أدى إلى فقدانه البصر بشكل كامل، وتدهور حالته النفسية والجسدية، وهو ما تسبب في عدم قدرته على العمل والقيادة.
مسن يتعرض لخطأ طبي يتسبب في إصابته بالعمى
يروي الحاج عبد الكريم بداية المشكلة الصحية التي تعرض لها، عندما شعر باضطراب بسيط في عينه خلال فصل الصيف، حيث كانت تنزل منها مياه غزيرة وتُصيب الرؤية بالغشاوة، حينها قرر حينها التوجه إلى أحد الأطباء في مستشفى شهير، والذي أخبره بأنه يعاني من مياه بيضاء ويحتاج إلى تدخل جراحي عاجل.
وأضاف بأنه تم تحديد موعد العملية يوم 31 أغسطس، وبعد سلسلة من الفحوصات والتحاليل، أُجريت الجراحة بالفعل، وخرج من غرفة العمليات دون أن يشعر بمشكلة في البداية، لكنه في اليوم التالي استيقظ ليجد أن رؤيته قد اختفت تمامًا.
وكشف الحاج عبد الكريم عن اللحظة الفارقة عقب خروجه من العمليات، قائلًا: صحيت تاني يوم من العملية وقلت لمراتي: يا حجة، أنا مش شايف حاجة، الدنيا سودة في عيني.. وروحت للدكتور على طول، قالي بسرعة تعمل سونار وترجعلي.. وبالفعل، توجه إلى مستشفى متخصص، حيث كشفت الطبيبة أن عينه ملتهبة بشدة ومُصابة بتلوث داخلي، وأوصته بالرجوع فورًا للطبيب الذي أجرى له العملية.
ومع تفاقم حالته، خضع الحاج عبد الكريم لعمليتين إضافيتين، الأولى عملية حقن لعلاج الالتهاب، والثانية، بعد أيام قليلة، استئصال الجسم الزجاجي والعدسة بسبب التدهور الحاد في العين، ورغم كل ذلك، لم تتحسن حالته، بل استمر في فقدان البصر، بالإضافة إلى آلام شديدة في العين، جعلت من حياته اليومية معاناة مستمرة، على حد وصفه.
يحكي الحاج عبد الكريم عن حياته قبل العملية قائلاً: كنت بصحى الساعة 5 الفجر، أصلي، وأخرج أشتغل لحد العصر.. وكنت بسوق العربية من غير نظارة، وعمري ما اشتكيت، لا بشرب سجاير ولا شاي، الحمد لله كنت بصحة كويسة.. لكن اليوم، تغيرت حياتي رأسًا على عقب ومش عارف أغسل وشي، ولا أروح الحمام لوحدي، ولا أعمل حاجة.. ابني ومراتي بيشيلوني زي طفل.
وأكد الحاج عبد الكريم، أن هناك حالات مشابهة كثيرة في نفس المستشفى، تعرّض أصحابها لمضاعفات مشابهة، قائلًا: في ناس قبلي من يوم 23 أغسطس، وأنا دخلت 31.. ليه تعملوا فينا كده؟ إحنا مش موظفين، ده أكل عيشنا.
كما حمّل إدارة المستشفى المسؤولية عن تعقيم الأجهزة أو استخدام خامات غير صالحة، على حد تعبيره، وتساءل عن أسباب الإصرار على إجراء عمليات رغم معرفة الأطباء بوجود خلل.
وفي نهاية حديثه، وجّه عبد الكريم رسالة للطبيب الذي أجرى له العملية قائلًا: حسبي الله ونعم الوكيل.. دخلت بعيني سليمة، دلوقتي أنا أعمى، ضيعتني وضيعت بيتي وشغلي.. وبناشد وزارة الصحة والنقابة العامة للأطباء بسرعة فتح تحقيق في الواقعة، والاطلاع على تقاريره الطبية الكاملة، ومحاسبة المتسببين في هذه الكارثة الطبية.