تداول متسخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو التقطه أحد المعلّمين ويدعى رأفت عبد المعز، داخل مدرسة التربية الفكرية بتوماس 1 في مركز إسنا بمحافظة الأقصر، لزميله خليل جودة خليل وهو يواصل عمله في ساعة متأخرة من الليل، من خلال تجهيز القاعات وتزيين الفصول، استعدادًا لاستقبال الطلاب ذوي الهمم مع انطلاق العام الدراسي الجديد.
معلمان ينظفان المدرسة في الأقصر
وقدّم المعلمان الشكر إلى جميع المسؤولين عن قطاع التربية الخاصة، بدءًا من الإدارة التعليمية وصولاً إلى القيادة السياسية، مؤكدين أن ما يقومان به نابع من شعور عميق بالمسؤولية تجاه الطلاب.
وقال خليل جودة، إن العام الدراسي كاد يتعطل بسبب أزمة في سائق أتوبيس المدرسة بعدما رفض مجلس المدينة توفيره، ظنًا أن المدرسة لا تعمل، مضيفا: الموضوع اتحل بفضل جهود مدير إدارة التربية الخاصة سيد أحمد النوبي، ووكيل الوزارة ونائب المحافظ، حيث تم تجهيز الأتوبيس ونظافته يوم السبت قبل بدء الدراسة الأحد.
وأشار المعلمان إلى أن ارتباطهما بالمدرسة يمتد لأكثر من 25 عامًا، حتى أصبحت بمثابة بيت ثانٍ لهما، موضحين أن العمل مع ذوي الهمم بالنسبة لهما رسالة إنسانية ودينية قبل أن تكون وظيفة.
وقال عبد المعز: بنقعد في المدرسة أكتر من بيوتنا، دول أولادنا نحافظ عليهم كأنهم عيالنا، وربنا يكرم أي حد يخلص في عمله معاهم.
وروى كيف صعد زميله خليل في الستين من عمره على سطح الأتوبيس للتنظيف، في موقف وصفه بأنه لم يفعله حتى الشباب الأصغر.
كما ثمّن المعلّمان جهود إدارة التربية الخاصة بالمحافظة، مشيرين إلى أن إنشاء غرفة التكامل الحسي بالمدرسة أنقذ أولياء الأمور من أعباء مادية كبيرة، بعدما كانوا يضطرون للجوء إلى مراكز خارجية لجلسات التخاطب بتكلفة 60 جنيهًا للجلسة.
وأوضحا أن المعلمين الجدد جرى اختيارهم بعناية من خريجي كليات التربية الخاصة في بني سويف والزقازيق وأسيوط، مؤكدين ثقتهم في أنهم سيحملون الأمانة من بعدهم.
وطالب المعلمان باستكمال تجهيزات المدرسة لتتناسب مع احتياجات الطلاب، ومنها تطوير الملعب بتركيب نجيل صناعي بدلًا من الأرض الطينية، وإنشاء حمام سباحة تابع للتربية الرياضية.
ووجها رسالة إلى زملائهما بضرورة تقوى الله في عملهم مع هؤلاء الأبناء، مؤكدين: دول أمانة، اللي يخلص معاهم ربنا هيكرمه في أولاده وصحته.
واختتم المعلّمان حديثهما برسالة محبة: إحنا هنخرج على المعاش لكن المدرسة دي بيتنا الحقيقي، ضحينا فيها بعمرنا ووقتنا، وربنا يجعلها في ميزان حسناتنا.. نتمنى من كل حد يشتغل هنا يكمل المسيرة ويحافظ على الأمانة، لأن أولادنا من ذوي الهمم مالهمش غير ربنا.