كشفت التحقيقات الجارية التي تجريها النيابة العامة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ’تزوير معهد الفراعنة’، عن اعترافات مثيرة أدلى بها رمضان صبحي، لاعب بيراميدز والمنتخب الوطني، بشأن حصوله على مستندات تعليمية غير صحيحة، بغرض تسوية أوضاعه الدراسية والتجنيدية، مقابل مبالغ مالية ضخمة، دون أن يطأ المعهد قدمًا ولو ليوم واحد.
– بداية التحقيقات.. اعتراف بعدم التواجد نهائيًا بالمعهد
في أولى جلسات الاستماع، سُئل اللاعب عن مؤهله الدراسي، ليؤكد أنه حصل على الثانوية العامة عام 2016 من مدرسة الأندلس بأرض اللواء، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي لعلوم الحاسب ‘CLS’ بالتجمع، ثم يحول قيده لاحقًا إلى معهد الفراعنة العالي للسياحة والفنادق في عام 2019 أو 2020.
إلا أن المفاجأة جاءت باعترافه الصريح:’أنا مقيد بس، عمري ما رُحت المعهد ولا أعرف طريقه فين.’
-دفع أموال مقابل “إثباتات قيد”
رمضان صبحي أوضح أن علاقته بالمعهد اقتصرت فقط على استخراج ‘إثباتات قيد’، تُستخدم لتقديمها في إدارة الجوازات لتسهيل إجراءات السفر للمعسكرات الخارجية. وأشار إلى أن الوسيط في هذه العمليات كان شخصًا يُدعى ‘طارق المصري’، وصفه بأنه ‘سمسار لاعبين’، كان يتولى استخراج تلك الأوراق مقابل مبالغ مالية تراوحت بين 30 إلى 50 ألف جنيه في كل فصل دراسي.
وأضاف:’كنت بدفع نقدًا في البداية، وبعد كده بدأت أحول له الفلوس عن طريق إنستا باي. مكنتش باخد إيصالات، بس كان بيبعتلي إثباتات القيد.’
-لم يدخل امتحانًا ولم يحصل على كارنيه
خلال التحقيقات، وُجهت للاعب أسئلة مباشرة من النيابة حول ما إذا كان قد حضر أي امتحانات أو دخل لجان فعلية داخل المعهد، ليجيب بوضوح:’عمري ما دخلت امتحان ولا شفت لجنة، ومشفتش أي كارنيه رسمي للمعهد.’
إلا أن تقارير الأدلة الجنائية فجرت مفاجأة، حيث أثبتت أن شخصًا آخر يُدعى ‘يوسف محمد سعد’ هو من دخل لجان الامتحانات وكتب كراسات الإجابة باسم اللاعب. رمضان صبحي أنكر علمه بالأمر تمامًا، مؤكدًا أنه لم يعرف بذلك إلا من خلال ما تم تداوله في وسائل الإعلام.
– وسطاء ومحاولات للتدخل
المحامي عمر هريدي كشف خلال حديثه عن سير التحقيقات، أن موظفين من معهد الفراعنة حاولوا التواصل مع اللاعب بعد انكشاف القضية، بل التقوا به في مكتب محاميه لمحاولة احتواء الأزمة. إلا أن رمضان صبحي قال صراحة:’أنا مليش دعوة، الموضوع مش بتاعي.’
-القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة
روى اللاعب لحظة ضبطه في مطار القاهرة عقب عودته من معسكر تدريبي في تركيا برفقة شريف إكرامي، حيث قال:’وصلنا المطار الساعة 2 الفجر، وقالولي فيه تشابه أسماء، وبعدها خدتني قوة على قسم أبو النمرس، ومنه إلى النيابة.’
-لماذا استمر في استخراج القيد رغم الإعفاء من التجنيد؟
اللافت أن رمضان صبحي أقر بحصوله على إعفاء نهائي من التجنيد، لكنه أوضح أن استمراره في استخراج إثباتات القيد كان بدافع اجتماعي بحت، موضحًا:’كنت عايز أبقى مقيد في معهد علشان أولادي في المدارس والمظهر الاجتماعي، ومكنتش محتاج شهادة نجاح أو رسوب.’
– علاقة محمد الشناوي بالقضية
وفي سياق متصل، تحدث رمضان صبحي عن دور زميله محمد الشناوي حارس مرمى النادي الأهلي، موضحًا أنه كان السبب في تعرفه على طارق المصري في عام 2019، بعد عودته من إنجلترا. إلا أنه شدد على أن الشناوي لم يكن على علم بتفاصيل ما جرى، مؤكدًا:’هو بس عرفني عليه كصديق، وبعد كده مفيش بينا تواصل يُذكر.’
وفي ختام أقواله، أوضح اللاعب أن علاقته بوسيط القضية اقتصرت فقط على معاملات متعلقة بإثباتات القيد، مؤكدًا:’مفيش صداقة، كان بيطلب فلوس كل ترم، وأنا كنت بحول له، وكنا بنتواصل أحيانًا وقت الأعياد، لكن لا في صداقة شخصية ولا علاقة خارج موضوع المعهد.’